أيتها اللاهثة وراء هذه الدنيا قفي..
سلام :: الفئة الأولى :: اسلاميات
صفحة 1 من اصل 1
أيتها اللاهثة وراء هذه الدنيا قفي..
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
لو تأملنا في قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، لوجدنا أن الأصل في خلق الإنسان والهدف الأساسي هو العبادة، عبادة من؟ الله سبحانه وتعالى، الذي خلقنا ورزقنا وهدانا وعلمنا وأنعم علينا نعماً عظيمة: القلب واللسان والسمع والبصر، وخلق لنا هذه الدنيا وسخر لنا الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكل شيء في هذه الحياة، ولكن.. ماذا فعلنا بتلك النعم؟ هل تقوينا بها على عبادة الله واستعملناها في طاعته أم بارزناه بالمعاصي وتقوينا بنعمه عليها؟ فنبات مجاهرين بها وهو يكلأنا بعينه التي لا تنام ويحرسنا بحفظه ورعايته.
مالذي دعى إلى المعصية بعد هذه النعم كلها؟
أهو جمال الدنيا، فقد أخبرنا الله بذلك وحذرنا منها في كتابه الذي جعله منهاجاً لنا في هذه الحياة، فقال عز وجل: (فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)، وقال تعالى: (وما هذه الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون). وصفها الله بأنها لعب ولهو، متعة وقتية، فما خلق الله فيها من جمال: أزهار وأشجار وحدائق ذات بهجة وجبال وأنهار وقصور ومتاع خلاب، هو وقتي، فترة معينة ليرى كيف نصنع بذلك، قال تعالى: (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً)، فهذا هو المقصود، ليبلونا أينا أحسن عملاً، من الذي يستغلها بالطاعة ومن الذي يقابل نعمه هذه بالعصيان.
ثم إن الله ركب لنا بعد هذا داعي لهذه الزينة وهي الشهوات، قال تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث)، إذن زين لنا وحبب لنا هذا الشيء، ولكن ماذا قال بعد ذلك؟ (ذلك متاع الحياة الدنيا) متاع.. متعة.. وقت قليل ..ولذة بسيطة، ثم: (والله عنده حسن المآب، قل أؤنبئكم بخير من ذلكم)، أي أفضل من هذه الزينة والمتاع (للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين وأزواج مطهرة ورضوان من الله) للذين اتقوا: بفعل الواجبات وترك المحرمات، جنات تجري من تحتها الأنهار تخيلوا جمال هذا المنظر.
ولو تأملنا لوجدنا في القرآن يصحب ذكر متاع الدنيا بذكر نعيم الآخرة في الغالب حتى تزهد فيها أنفسنا ونحتقرها ونتوق للآخرة ونعمل لها.
ولماذا لا نعمل لها ونتوق إليها؟ دعوني أضرب مثلاً لهذه الدنيا بالاستراحة التي تكون في طريق المسافر، فهل يفكر في تأثيثها وزخرفتها وينشغل بها عند إقامته بها لفترة قصيرة للراحة أو تناول الطعام؟!!
طبعاً أنا لا أمنع من ذلك ولا ديننا يمنع منه، ولكن لا تكون هي هدفنا الذي ننام ونصحو عليه ونوالي ونعادي فيه، ونحب ونبغض له وهي شغلنا الشاغل وهدفنا، وإنما المطلوب أن تكون في أيدينا لا في قلوبنا وأن نستعملها في طاعة الله ونشكره عليها.
أمر آخر، لماذا جمل الله لنا الدنيا هكذا وجعلها بهذه الصورة البديعة؟
حتى تتصور أنفسنا نعيم الجنة ونتوق إليه، إذا كانت هذه الدنيا الحقيرة الملعونة التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة بهذه الصورة، فكيف بالجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
لنقف عند آية فقط من القرآن تصف نعيم الجنة قال تعالى: (على سرر موضونة) أي منسوجة بالذهب بإحكام، الخيوط المنسوجة بها من الذهب!! وفي آية أخرى يقول الله عز وجل: (متكئين على سرر بطائنها من استبرق) أي البطانة من غليظ الديباج وهو أحسن أنواع الحرير وأفخره فكيف بالظاهر؟!! القصور في الجنة لبنة من فضة ولبنة من ذهب، وفيها خيام مجوفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، وكثبان من مسك وزعفران، ونعيم لا يوصف وجمال رائع، وعالم مترف خلاب، وزيادة على هذا دائم لا يزول وأبدي، مدى الحياة، أفننصرف عن هذا ونتركه من أجل هذه الدنيا؟ من أجل متاع زائل؟! أفنبيع الغالي بالرخيص والنفيس بالخسيس؟!!
هذا وإن من أجل نعم الله في الآخرة وأكملها لذة ونعيم: النظر إلى الله عز وجل، والتمتع برؤية وجهه الكريم، الذي نكدح في هذه الدنيا ونألم ونتحمل المشاق والمكاره ونحمل أنفسنا على مفارقة المحبوبات والملذات من أجل لقائه، (وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة).
أخيراً أختم بضرب هذا المثل: أم ربت ابنها وغذته ورعته وسهرت على راحته وعانت الصعاب من أجله، حتى كبر وترعرع وشب، حتى إذا ما جاءت لتقطف ثمار تعبها ونصبها جازاها بعد هذا كله بالعقوق والعصيان والتمرد والعناد!!! ماذا كانت ستفعل به؟ وبم ستجازيه؟
-ولله المثل الأعلى- الله خلقنا ورزقنا وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، مع غناه عنا ونحن مفتقرون إليه، فبماذا نقابل تلك النعم؟ وبماذا سنجازيه؟ تأمل في هذا السؤال واطرحه على نفسك.
أسأل الله لي ولكم الهداية إلى الخير والتوفيق لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين.
لو تأملنا في قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، لوجدنا أن الأصل في خلق الإنسان والهدف الأساسي هو العبادة، عبادة من؟ الله سبحانه وتعالى، الذي خلقنا ورزقنا وهدانا وعلمنا وأنعم علينا نعماً عظيمة: القلب واللسان والسمع والبصر، وخلق لنا هذه الدنيا وسخر لنا الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكل شيء في هذه الحياة، ولكن.. ماذا فعلنا بتلك النعم؟ هل تقوينا بها على عبادة الله واستعملناها في طاعته أم بارزناه بالمعاصي وتقوينا بنعمه عليها؟ فنبات مجاهرين بها وهو يكلأنا بعينه التي لا تنام ويحرسنا بحفظه ورعايته.
مالذي دعى إلى المعصية بعد هذه النعم كلها؟
أهو جمال الدنيا، فقد أخبرنا الله بذلك وحذرنا منها في كتابه الذي جعله منهاجاً لنا في هذه الحياة، فقال عز وجل: (فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)، وقال تعالى: (وما هذه الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون). وصفها الله بأنها لعب ولهو، متعة وقتية، فما خلق الله فيها من جمال: أزهار وأشجار وحدائق ذات بهجة وجبال وأنهار وقصور ومتاع خلاب، هو وقتي، فترة معينة ليرى كيف نصنع بذلك، قال تعالى: (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً)، فهذا هو المقصود، ليبلونا أينا أحسن عملاً، من الذي يستغلها بالطاعة ومن الذي يقابل نعمه هذه بالعصيان.
ثم إن الله ركب لنا بعد هذا داعي لهذه الزينة وهي الشهوات، قال تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث)، إذن زين لنا وحبب لنا هذا الشيء، ولكن ماذا قال بعد ذلك؟ (ذلك متاع الحياة الدنيا) متاع.. متعة.. وقت قليل ..ولذة بسيطة، ثم: (والله عنده حسن المآب، قل أؤنبئكم بخير من ذلكم)، أي أفضل من هذه الزينة والمتاع (للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين وأزواج مطهرة ورضوان من الله) للذين اتقوا: بفعل الواجبات وترك المحرمات، جنات تجري من تحتها الأنهار تخيلوا جمال هذا المنظر.
ولو تأملنا لوجدنا في القرآن يصحب ذكر متاع الدنيا بذكر نعيم الآخرة في الغالب حتى تزهد فيها أنفسنا ونحتقرها ونتوق للآخرة ونعمل لها.
ولماذا لا نعمل لها ونتوق إليها؟ دعوني أضرب مثلاً لهذه الدنيا بالاستراحة التي تكون في طريق المسافر، فهل يفكر في تأثيثها وزخرفتها وينشغل بها عند إقامته بها لفترة قصيرة للراحة أو تناول الطعام؟!!
طبعاً أنا لا أمنع من ذلك ولا ديننا يمنع منه، ولكن لا تكون هي هدفنا الذي ننام ونصحو عليه ونوالي ونعادي فيه، ونحب ونبغض له وهي شغلنا الشاغل وهدفنا، وإنما المطلوب أن تكون في أيدينا لا في قلوبنا وأن نستعملها في طاعة الله ونشكره عليها.
أمر آخر، لماذا جمل الله لنا الدنيا هكذا وجعلها بهذه الصورة البديعة؟
حتى تتصور أنفسنا نعيم الجنة ونتوق إليه، إذا كانت هذه الدنيا الحقيرة الملعونة التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة بهذه الصورة، فكيف بالجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
لنقف عند آية فقط من القرآن تصف نعيم الجنة قال تعالى: (على سرر موضونة) أي منسوجة بالذهب بإحكام، الخيوط المنسوجة بها من الذهب!! وفي آية أخرى يقول الله عز وجل: (متكئين على سرر بطائنها من استبرق) أي البطانة من غليظ الديباج وهو أحسن أنواع الحرير وأفخره فكيف بالظاهر؟!! القصور في الجنة لبنة من فضة ولبنة من ذهب، وفيها خيام مجوفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، وكثبان من مسك وزعفران، ونعيم لا يوصف وجمال رائع، وعالم مترف خلاب، وزيادة على هذا دائم لا يزول وأبدي، مدى الحياة، أفننصرف عن هذا ونتركه من أجل هذه الدنيا؟ من أجل متاع زائل؟! أفنبيع الغالي بالرخيص والنفيس بالخسيس؟!!
هذا وإن من أجل نعم الله في الآخرة وأكملها لذة ونعيم: النظر إلى الله عز وجل، والتمتع برؤية وجهه الكريم، الذي نكدح في هذه الدنيا ونألم ونتحمل المشاق والمكاره ونحمل أنفسنا على مفارقة المحبوبات والملذات من أجل لقائه، (وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة).
أخيراً أختم بضرب هذا المثل: أم ربت ابنها وغذته ورعته وسهرت على راحته وعانت الصعاب من أجله، حتى كبر وترعرع وشب، حتى إذا ما جاءت لتقطف ثمار تعبها ونصبها جازاها بعد هذا كله بالعقوق والعصيان والتمرد والعناد!!! ماذا كانت ستفعل به؟ وبم ستجازيه؟
-ولله المثل الأعلى- الله خلقنا ورزقنا وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، مع غناه عنا ونحن مفتقرون إليه، فبماذا نقابل تلك النعم؟ وبماذا سنجازيه؟ تأمل في هذا السؤال واطرحه على نفسك.
أسأل الله لي ولكم الهداية إلى الخير والتوفيق لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين.
سلام :: الفئة الأولى :: اسلاميات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى